غوغل ترجمة أو ما يعرف أكثر بالإنجليزية ( google translate ) ،، أصبحت الآن تتحدث اللغة العربية بطلاقة ، سنتحدث في هذه التدوينة عن هذا الإنتقال الجبار الذي قدمته غوغل للمجتمع العربي والعالمي ،، كما سنعرج على أهم مخططات غوغل ونحاول إكتشاف نوايها المبيتة بخصوص مشروع “ترجمة غوغل“. إضغط هنا لزيارة المقال باللغة الأصلية
غوغل تتعلم الكلام : إضغط هنا لقراءة النص الأصلي
قبل عام من الآن – تقريببا – قامت غوغل بإطلاق الروبوت المتحدث الخاص بها على شبكة الإنترنت ليكون داعما مهما لخدمة الترجمة الخاصة بها ، ولقي ذلك إستحسان العديد من سكان العالم الإفتراضي وخاصة الذي يستخدمون أشهر بوابة إلكترونية في هذا العالم ، مما زاد عدد مستخدمي غوغل ترانسلايت كثيرا.
في نفس الوقت كانت هذه الخدمة حكرا على اللغة الإنكليزية لتمتد فيما بعد إلى اللغة الفرنسية واليابانية والصينيتين ( التقليدية والمبسطة ) وبعض اللغات اللاتينية فقط. وهذا ما جعل مستخدمي محرك الترجمة هذا يشعرون ببعض الحزن، في كثيرا من الأحيان كنت أشعر بالغيرة لأن غوغل لم تفكر في تعلم الكلام بلغتي العربية رغم أنها تتكلم بلغات أخرى.
اليوم وبينما أنا أحاول ترجمة كلمة : ” framework ” لأتأكد إن كانت تعني إطار عمل – ترجمة حرفية – أم أن ترجمتها الفعلية للغة العربية تعني “ منصة عمل ” فالجميع يعلم بأن الأشياء ليست دائما كما تبدو عليه ، وهذا يحدث أيضا في الترجمة . لكني فجأت ذهلت وتعجبت ولم أنظر حتى إلى إجابة غوغل على سؤالي – بخصوص الترجمة – بل كان ناظري لا يفارق ذالك الزر الجميل الذي يقول لي : “Listen” طبعا ضغطت عليه ، لتكون أول كلمة أسمعها في غوغل ترجمة هي : “إطار“.
لا أستطيع أن أصف سعادتي ، لأن غوغل تعلمت لغتي والآن أصبح بإمكان الملايين على معمورتنا الحبيبة – www – أن يستمعوا للكلمات العربية ويتعلموا نطقها أيضا وإستخدامه كوسيلة تعليمية سريعة وسهلة ومساعدة لمواقع أخرى ومصادر تعليمية أكبر مثل الموقع الشهير LiveMocha .
غوغل لا تتكلم جيدا :
في أول كلمة سمعتها من غوغل إكتشفت أنه لا يتكلم جيدا ، لكنني تجاهلت ذلك الخطأ البسيط في تشكيل آخر كلمة ” إطار ” وذلك لأنني كنت سعيدا بالإضافة متحمسا لتجربة كلمات أكثر وعبارات أطول.
قمت أولا بإدخال كلمة باللغة الإنجليزية ولكنني من فرط السرعة أخطأت بالضغط على المفاتيح فكتبت حروفا مبعثرة : “Ant gig” فكانت الإجابة بالغة العربية “النمل أزعجْ” طبعا الترجمة خاطئة لكنني لم أهتم ضغطت بسرعة على زر ” Listen ” الرائع وإستمعت ” النـمَـل أزعجْ ” كانت صدمت خفيفة قليلا ، فكلمة النمل لا تنطق : ’نَـمَـلْ‘ بل ’نَـمْـلُ‘ ولهذا رأيت أن أجرب الكتابة مباشرة بالعربية والإستماع، لكن في كل مرة كانت الأخطاء لازمة التوفر.
لكن يمكن لغوغل تكلم العربية بطلاقة :
هذا ما إكتشفته عندما قمت بتجربة عبارة صغيرة وكانت تكبر بعد كل مرة أضغط فيها على ” Listen ” حتى صارت :
’’ إِنَهُ عملٌ عظيمٌ. وأنتَ رَجلٌ كبيرٌ. فَهلْ لكَ أن تعْمَلَهُ مَعي؟ ‘‘ طبعا بوضع علامات التشكيل ، تمكنت من سماع العبارة بشكل صحيح تماما وبدون أخطاء.
مع الأخذ بعين الإعتبار علامات الوقف أيضا كغيره من الربوتات الناطقة ، فيتوقف هنيهة عند النقطة ويتسائل عند علامة الإستفهام ، ويتعجب ويسخر أيضا .
لقراءة التدوينة من هنا : http://therili.wordpress.com/
أهم التعديلات الملحوظة في الآونة الأخيرة : إضغط هنا لمزيد من التفاصيل
منذ أن قامت غوغل بإتاحة محرك بحثها لمجتمع الإنترنت ، وهي تقوم يوميا وعلى مدار الساعة بإثرائه وتحسينه بالعبارات والنتائج الجيدة ، فقد كان همها الأكبر ولازال هو تحسين قدرت المحرك على الترجمة ولا عجب أن يكون كذلك بعد مشاركات العديد من الطلبة حول العالم بتحسينه، ومنهم طلبة المملكة العربية السعودية ، ولقد تحسن غوغل بفضل إقتراحات الملايين من البشر الذين إستخدموه وحتى بدون أن يقدموا إقتراحاتهم فغوغل تقوم بالإستعانة بالنتائج السابقة لتقديم نتائج أفضل في المرة القادمة.
لكن منذ بداية شهر نوفمبر الماضي بدأت تظهر إضافات جديدة ومميزة نذكرها مع بعض الوصف – ليس شرحا – :
أولا ، إضافة : “Did you mean:” وهي كانت معروفة ومشهورة على محرك البحث لنفس الشركة ، لكن تم تغييرها من على المحرك بعبارة أخرى ،، وإعتبر الجميع أن العبارة الشهيرة والتي تعني ” هل تقصد ” قد إختفت نهائيا من موقع غوغل لكنها عادت بقوة إلى محرك الترجمة. وهي ببساطة تقوم بتصحيح الكلمة أو العبارة التي تقوم بإدخالها بناءا على “قاموس غوغل” وليس القاموس الأدبي ، فهي تقوم بتصحيح الكلمة حسب توفرها في قواعد بينات غوغل ولهذا فهي تعترف بوجود عدة كلمات لا تعترف بها الدوائر اللغوية والعلمية التي تقوم بإنشاء القواميس الأدبية .
ثانيا ، إضافة تلوين الكلمات بعد الترجمة ، فهي تقوم بتلوين الكلمة الأصلية التي أدت لهذه الترجمة باللون الأصفر بمجرد تمرير مؤشر الفأرة فوق الكلمة الناتجة بعد الترجمة والتي تتلون بالأزرق وكأنك قمت بتحديدها. وهي تفيد معرفة إعادة ترتيب الكلمات والعبارة بعد الترجمة ، فكما يعلم الجميع أن الترجمة من العربية إلى الإنجليزية تأدي إلى قلب ترتيب الكثير من العبارة بتسبيق الفاعل على الفعل وغيرها ، وهذه الإضافة تسمح لك بمعرفت الترتيب الجديد .
ثالثا، إختيار الترجمة التي تعجبك ، فبمجرد الضغط على الكلمة الناتجة من ضمن الجملة أو النص ، ستظهر قائمة منسدلة فيها الإحتمالات الممكنة لهذه الكلمة أو العبارة ، وتقوم أنت بإختيار التعبير الذي يعجبك ( بعبارة أدق ، تختار التعبير الصحيح ) ، إن لم تجد ؟ طبعا هناك الحل ، يمكنك أن تكتب ما ما كنت تريد أن تجده ،، فطبعا إن كنت تبحث عن إحتمال ما فأنت تعرفه أيها العلامة ، “تفضل وأكتبه بنفسك ما دمت تعلم أكثر مني ” ، يقول محرك ترجمة غوغل. ربما هذه الإضافة تدل على أن مطوري غوغل مازالوا يعترفون بعدم مقدرة آلتهم على تقديم الترجمة الصحيحة، ولهذا أتاحوا الفرصة للمستخدم من خلال هذه الأداة لتصحيح الأخطاء بسرعة، بدون إعادة صياغة الجملة المصدر لتقدم ترجمة أفضل.
رابعا، لوحة تحكم غوغل الذكية، لاحظ الجميع ضهور أيقونة صغيرة بالجانب الأيمن من علبة الإدخال ، طبعا بعض الضغط عليها ستظهر لوحة مفاتيح غوغل الذكية، هذه اللوحة تقوم بالكتابة باللغة التي قمت بإختيارها حتى لو لم تكن مثبتة على جهازك، بمجرد الضغط على لوحة المفاتيح الإنجليزية مثلا ستكتب الحروف باللغة العربية حسب لوحة المفاتيح الظاهرة في الشاشة. إضافة مميزة للمغتربين أو الأشخاص الذين يريدون الكتابة بلغات من غير إقليمهم ( مثلا اللغة الاتينية لن تكون ضمن لغات إقليم شمال إفريقيا ، ولهذا أغلب لوحات المفاتيح التي تكون بالمتاجر لن تأتي مزودة بالحروف الاتينية ) فعندها حتى لو تكون اللغة مثبتة على الجهاز لن تتمكن من معرفة أماكن الحروف إلا بشق الأنفس وستصبح عملية كتابة رسالة صغيرة ، عملية مجهدة بحق، كما أنها تساعد الأشخاص المهتمين بالثقافة الآسيوية للكتابة بلغات شرق آسيا.
خامسا، غوغل تعريب ، عندما تختار لغة الإدخال على أنها العربية فسترى أن كتابتك بالحروف الإنكليزية ( الاتينية المبسطة ) ستتحول إلى اللغة العربية بمجرد الضغط على مفتاح المسافة ، وذلك تبعا لخوارزمية التعريب التي تحول الكلام من لغة ” عريبز ” إلى الحروف اللعربية فلو تكتب كلمة ” Modawanati ” ستتحول إلى “مدونتي” . إضافة جيدة للمغتربين والذين لا يمكلون لوحات مفاتح عربية أيضا.
سادسا، تغيير في الشكل بإستخدام تقنية الـ HTML5 والـ CSS3 لإظهار قائمة منسدلة رائعة وسهلة وأيضا حفظ آخر ثلاث زوج لغة قمت بإختارهما ، ليمكنك الوصول إليهما بسرعة من أعلى القائمة. وهذا إن أفاد بشيء فيفيد من تسهيل التعامل مع المحرك وزيادة الإنتاجية. وقد تحدثت في تدوينة سابقة عن تحول غوغل للـ HTML5 .
سابعا، الترجمة الفورية ، صحيح أن محرك ترجمة غوغل وغيره من المحركات كان يدعي أنه يقوم بالترجمة الفورية لكنه قبل مدة كان يقوم بالترجمة فقط بعد الإنتهاء من إدخال النص المطلوب والضغط على زر ” Translate ” وإنتظار رد المحرك – سريع ربما – ، لكن هل هذا يعتبر ترجمة فورية ؟ طبعا الإجابة ستكون نعم في إعتقاد الأغلبية وذلك قبل أن تقوم غوغل بإضافة الترجمة الفورية التي تسمح لك بالكتابة من جهة والحصول على الترجمة في نفس الوقت من الجهة الثانية وهذا يعتبر نقلة نوعية في مجال الترجمة الفورية ، وهذه الإضافة جلبت عددا كبيرا من المستخدمين المعجبين بالإبهار الكبير الذي تقدمه غوغل ، لكن في نفس الوقت غوغل تدفع ثمن ذالك من خلال كمية نقل البيانات والضغط على الخوادم وإرهاق محرك الترجمة ،، لكن لا مشكلة مدامت تمتلك الإمكانية اللازمة للوقاية من الإنهيار .
إلى هنا أكون قد ذكرت أهم الإضافات الظاهرة لي في محرك “ترجمة غوغل” وكنت قدر رتبتها حسب الإضافة من الأحدث إلى الأقدم.
ما هي مخططات غوغل في هذا المجال ؟
غوغل حاليا تخطط لجلب أكبر قدر من المستخدمين الدائمين لمحرك الترجمة وليس فقط بشكل مباشر وإن كان هو ما تركز عليه ولكن أيضا من خلال محرك الـ API الذي توفره للمطورين ، ولقد لاحظنا في الآونة الأخيرة إعتماد غالبية المطورين على هذا الـ API ، وأيضا ظهور عدة خدمات و منتجات تعتمد على محرك الترجمة لغوغل ، ومنها الترجمة الفورية في الدردشات بالـ IRC وأيضا الترجمة في وقع LiveMocha مباشرة من غوغل ، وأيضا في مواقع مجتمعات المترجمين مثل : موقع ترجمة منتجات الأتوماتيك ، المؤسسة التي توفر الووردبرس .
وما هي نواياها ؟
مقدمة : - تجاوزها إن كنت متعصب لغوغل - غوغل تفكر بسذاجة كعادتها ، ولكن هذا النوع من التفكير هو الذي جعلها تصبح البوابة الإلكترونية الأولى عالميا،
وهذا ما جعل لغوغل تلك العقلية الطاغية والتي تفكر بأنه بإمكانها صنع المعجزات وتحقيق الخوارق وتحويل الخرافات لواقع ، وفي حديثنا هذا فإن غوغل تنوي أن تقوم بصنع أقوى وأضخم محرك ترجمة في العالم أجمع ، يمكنه أن يقوم بترجمة الأفلام ، والدردشة والكتب وكل شيء مكتوب وأيضا فورا ، وبدقة تفوق دقة البشر وإمكاناتهم ، بحيث تخرج النتائج متميزة ومتناسقة وكأنها صادرة عن بشري عاش طول حياته يتكلم بتلك اللغة ، ولم يتوقف طغيان أفكارها عند هذا الحد بل تعدى المكتوب إلى المسموع والمقروء ، فهي تفكر بدبلجة الأفلام وأيضا بترجمة الكلام في الملتقيات العلمية والإجتماعات الدبلوماسية والندوات العالمية ، وذلك من خلال محرك ترجمتها وقدراته الخارقة وبطريقة فورية ذكية وتخريج متناسق دقيق.
غوغل تفكر بأن محرك الترجمة الخاص بها سيصنع ثورة في عالم تواصل البشر ، بحيث يمكنك إستخدامه في السكايب مباشرة – مثلا – عندما تكلم هنديا ، كما يمكنك بإٍستخدامه في أم أس أن مسنجر وأنت تكتب لهولندي، ومن خلال رسائل الجوال أو أي طريقة أخرى. بطريقة فورية ذكية وتخريج متناسق دقيق ، نكررها لنأكد عليها .
هل تتمكن غوغل من ذلك ؟ إضغط هنا لمعرفة التفاصيل
غوغل عودتنا دائما بأنها لا تتكلم بل تعمل ، وحتى وإن تعلمت الكلام باللغة العربية فستبقى خرساء تعيد كلام الآخرين الذين يكتبونه لها من خلال محرك الترجمة ، لكن أبدا لا تقوم غوغل بتقديم الوعود والإغراءات ، بشأن خدماتها المستقبيلة أو طريقة تفكيرها ، لن تبوح بنواياها الحقيقية ولن تسرب مخططاتها الوقعية ، لكنها تعمل وتعمل وتعمل ، وتنجح بنسبة 90% في أغلب أعمالها إن لم يكن أكثر ، عدا أن لها بعض الأخطاء التي يبدوا أنها تعلمت منهم جيدا ومنها وعدها بأن يحطم هاتف نكسوس ون سوق الهواتف النقالة في أمريكا ويضع حدا لأسطورة الآي فون ، ولكن وعدها لم يتحقق ورأت إستحالة الوفاء به ، كما أنها قامت بشراء شبكة إجتماعية شبيهة بالفايسبوك ، لكنها فشلة بإنجاحها ، أو إحيائها .
جائزة :
قم بالإجابة على السؤال ، وتحصل على جائزة مفاجأة .
السؤال : ما إسم الشبكة الإجتماعية التي قامت غوغل بشرائها ، وفشلت في إحيائها ؟
قم بزيارة التدوينة الأصلية لمزيد من التفاصيل : إضغط هنا
*) راجع سبب التعديل.
تعليق