قمت باقتباس هذه المقالة من جريدة الرياض
رابط المقالة :
************************************************** **************
[B]ليس صحيحاً أن البرامج الحرة مداها محدود.. وأنها الأبطأ تطوراً![/B]
صورة تبين استخدام موقع msn.com لأحد أنظمة المصادر المفتوحة (msn.jpg)
صورة تبين استخدام موقع msn.com لأحد أنظمة المصادر المفتوحة (msn.jpg)
كتب
- خالد بن محمد المسيهيج:
تابعت - وباهتمام بالغ - اللقاء الذي أجراه الزميل محمد العويد مع الدكتور خالد الظاهر مدير عام مايكروسوفت العربية، وقد كنت أتوقع - كغيري - أن نقرأ في كلام الدكتور شيئاً عن استراتيجيات جديدة للشركة وإذا بنا نجد أن معظم حديثه يتمحور حول نقطتين، السياسات القديمة للشركة وبيان كيفية التعامل مع تراخيصها واستخدام منتجاتها من جانب، والحديث عن المنافسين بشكل يوحي بالتحامل من جانب آخر. وعلى العموم لن أفند كل ما قاله الدكتور لأني لست بموقف الخصم، ولكن - ولأن الجريدة التي أتشرف بالانتماء إليها قد أتاحت كعادتها للجميع مساحة كبيرة من الحرية.. فنشرت كل ما تفضل الدكتور بقوله وكفلت حتى للقراء حق الرد والتعقيب - فإني أجد أن أمانة الكلمة تحتم علي التوقف عند بعض النقاط التي تفضل بذكرها والتعقيب عليها.
فقد قال الدكتور (إن إستراتيجية مايكروسوفت بنيت ولا زالت على أساس أن تكون برامجها مفتوحة وليست مغلقة)، فنود منه مشكوراً أن يرد على أولئك (البعض) الذين ذكرهم ويتفضل ويدلنا على شيفرة مصدرية لأحد أنظمة ويندوز أو برامج الأوفيس حتى تبين أن مايكروسوفت فعلاً سياستها قائمة على فتح المصادر.
ثم قال في موضع آخر: (إن إشاعة مفهوم أن البرمجيات الحرة مجاناً والمغلقة خاصة بمن يدفع هو مفهوم خاطئ وغير صحيح) وأظن مفهوم الدكتور هو الذي ليس دقيقاً في هذا الجانب لأنه ليست هناك أي قيمة تدفع للبرامج الحرة (بذاتها) وإنما ثمناً للدعم الفني، وها هي نسخ ماندريفا وسوزي وريدهات يتم تداولها واستنساخها بلا قيود لأن القيمة قيمة دعم وليست قيمة منتجات وهناك فرق بين أن تدفع ثمناً للدعم وبين أن تدفع أضعاف هذا الثمن فقط ليرخص لك بالاستخدام المقيد وعلى جهاز واحد (وهو ما تفضل ووضحه وأكد عليه الدكتور في ختام تصريحه).
نقطة خلافي الثالثة معه هي بخصوص قوله (إن البرامج المفتوحة ربما تصل إلى مرحلة تطوير معينة لا يمكن تخطيها)، وتعليله (بعدم وجود مرجعية ثابتة للبرامج المغلقة التي يقوم على تطويرها مجموعة أشخاص ليس لهم هوية أو مرجعية ثابتة). وأظنه يقصد المفتوحة وليست المغلقة هذا ما فهمته من سياق الكلام.. فأعتقد أن هذا الكلام غير دقيق أيضاً، فمن حيث البقاء أثبت الواقع أن في الوقت الذي اختفت فيه الكثير من المشروعات التجارية باختفاء أصحابها أو بانتهاء الغرض من وجودها، بقيت المصادر المفتوحة، وكلما تخلت أو غابت عنها مجموعة استلمتها أخرى. أما من حيث سرعة التطور فالكل يدرك أن سرعة تطور المصادر المفتوحة أكبر بكثير منها في البرامج المغلقة لأسباب منها: أن المصادر المفتوحة متاحة لكل العقول للتطوير والإضافة، والمطور فيها يبدأ من حيث انتهى غيره، والثاني أن الميدان سيبقى مفتوحاً دائماً لعقول جديدة وبالتالي فالتطوير فيها معين لا ينضب.
أما الحديث عن غياب المرجعية فهذا أيضاً الواقع يدحضه، والأمثلة على ذلك كثيرة، فمثلاً فهذا قلب نظام لينكس مشروع عملاق يشرف عليه مبتكر نظام لينكس لينوس تورفالدز بنفسه ومعه مئات المهندسين والمبرمجين kernel.org هذا على الصعيد المجتمعي الصرف، أما على المستوى التجاري والشركات التي تعمل على تطوير وإنتاج أنظمة وبرمجيات مفتوحة المصدر فحدث ولا حرج، وسأورد لكم بعض الأمثلة منها (على سبيل التمثيل لا الحصر):
شركة ريدهات redhat.com من أقوى الشركات التي تنافس مايكروسوفت في الولايات المتحدة وخارجها على تقديم حلول الشبكات وليست أي شبكات.. إنها الشبكات الآمنة التي تعمل بها كثير من مزودات الإنترنت التي نتصفحها!! هذا علاوة على ما تقدمه من أنظمة تشغيل متطورة.
كذلك في فرنسا هناك شركة ماندريفا Mandriva والتي قدمت لفرنسا وبقية دول العالم أحد أقوى الأنظمة وأكثرها دعماً للغات المختلفة (بما فيها العربية).
أيضاً في ألمانيا هناك شركة نوفيل Novell فهل يعقل أن الدكتور لا يعرفها؟!! وألم يسمع بنظامها الشهير سوزي سيرفر؟!
ومشروع دبيان الكبير debian.org الذي يقوم عليه آلاف المبرمجين من شتى أنحاء العالم ووصلوا به درجة أمان أسطورية تتعب الشركات التجارية أن تبلغ عُشرها فهل يمكن تصور أن مثل هذا العمل الجبار لا يقوم على مرجعية؟!!
ومشروع موزيلا الكبير الذي استدعت شركة مايكروسوفت أحد مطوريه لبحث كيفية إدخال متصفح فايرفوكس وبعض تطبيقات المشروع ضمن نظام التشغيل ويندوز فيزتا (كما تناقلت ذلك وكالات الأخبار)!!
وأين نحن من مشروع PHP مفتوح المصدر php.net ومزودات Apache apache.org التي تعتبر أكبر خدمة لعالم التشبيك والإنترنت؟!!
والأمثلة كثير... ولو اتسع المجال لعرَّفتكم على المزيد من التطبيقات مفتوحة المصدر التي نستخدمها ونراها، فهل يقصد الدكتور أن المرجعية لا تكون مرجعية صحيحة إلا إذا حصلت على المال؟!!.
وفي المسار الآخر (من حيث المستخدمين) نجد أن هناك منظمات عالمية وشركات كبرى تستخدم أنظمة وتطبيقات المصادر المفتوحة مثل وكالة ناسا وشركة IBM و قوقل وياهو وسوزوكي وبوينج وأمازون، وعندنا هنا في المملكة العربية السعودية خوادم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووحدة الإنترنت ومروراً بخوادم شركة الاتصالات وأرامكو والزاهد للتراكتورات وغيرها. ولا أظن أن هناك من يعتقد أن استخدام هذه الجهات المهمة كان من باب التوفير الاقتصادي، ولكن لقناعتهم بتفوق النظام في كثير من النواحي.
فهل هذه الشركات وهذه المشاريع كلها ليست لها مرجعية ثابتة؟ أم يقصد أن مبرمجي مايكروسوفت تم استيرادهم من عالم آخر غير عالمنا؟!
لا أعتقد أنه من الموضوعية ولا العدل ولا الأمانة العلمية أن نعيب ما لا يعجبنا فقط لأنه يخالفنا الاتجاه أو ينافسنا على منفعة أو تحقيق مصلحة.. هذا إذا علمنا أن أحد التطبيقات التي يراها الدكتور بلا مرجعية ومجهولة الهوية أنظمة BSD قد أخذت مايكروسوفت عنها تقنية TCP/IP Stack، إضافة إلى أن أحد أهم مواقعها (أقصد مايكروسوفت) كان يعتمد على أحد نظام التشغيل FreeBSD (مفتوح المصدر) حتى منتصف عام 2004م بالرغم من وجود Windows0002 الذي تتفاخر مايكروسوفت بقوته ودرجة الأمان فيه (كما يظهر من الصورة). وبالإمكان التأكد من صحة ذلك عند زيارة الرابط التالي:
uptime.netcraft.com/up/graph?sie=msn.com
وعموماً أنا لست ضد هذا الاستخدام، فهو من حقهم ولهم مطلق الحرية باستخدام أي نظام أو برنامج في الحدود القانونية التي يسمح بها، لكن لا أعتقد أنه من المقبول أن نستخدم ما ننتقص قدره.
ختاماً.. أشكر للدكتور سعة صدره، وأحب أن أوضح له بأنه لا يزال يحظى بنفس القدر من الاحترام والتقدير حتى وإن اختلفنا في وجهات النظر أو طريقة التفكير، فالاختلاف في وجهات النظر - كما يقال - لا يفسد للود قضية.
رابط المقالة :
************************************************** **************
[B]ليس صحيحاً أن البرامج الحرة مداها محدود.. وأنها الأبطأ تطوراً![/B]
صورة تبين استخدام موقع msn.com لأحد أنظمة المصادر المفتوحة (msn.jpg)
صورة تبين استخدام موقع msn.com لأحد أنظمة المصادر المفتوحة (msn.jpg)
كتب
- خالد بن محمد المسيهيج:
تابعت - وباهتمام بالغ - اللقاء الذي أجراه الزميل محمد العويد مع الدكتور خالد الظاهر مدير عام مايكروسوفت العربية، وقد كنت أتوقع - كغيري - أن نقرأ في كلام الدكتور شيئاً عن استراتيجيات جديدة للشركة وإذا بنا نجد أن معظم حديثه يتمحور حول نقطتين، السياسات القديمة للشركة وبيان كيفية التعامل مع تراخيصها واستخدام منتجاتها من جانب، والحديث عن المنافسين بشكل يوحي بالتحامل من جانب آخر. وعلى العموم لن أفند كل ما قاله الدكتور لأني لست بموقف الخصم، ولكن - ولأن الجريدة التي أتشرف بالانتماء إليها قد أتاحت كعادتها للجميع مساحة كبيرة من الحرية.. فنشرت كل ما تفضل الدكتور بقوله وكفلت حتى للقراء حق الرد والتعقيب - فإني أجد أن أمانة الكلمة تحتم علي التوقف عند بعض النقاط التي تفضل بذكرها والتعقيب عليها.
فقد قال الدكتور (إن إستراتيجية مايكروسوفت بنيت ولا زالت على أساس أن تكون برامجها مفتوحة وليست مغلقة)، فنود منه مشكوراً أن يرد على أولئك (البعض) الذين ذكرهم ويتفضل ويدلنا على شيفرة مصدرية لأحد أنظمة ويندوز أو برامج الأوفيس حتى تبين أن مايكروسوفت فعلاً سياستها قائمة على فتح المصادر.
ثم قال في موضع آخر: (إن إشاعة مفهوم أن البرمجيات الحرة مجاناً والمغلقة خاصة بمن يدفع هو مفهوم خاطئ وغير صحيح) وأظن مفهوم الدكتور هو الذي ليس دقيقاً في هذا الجانب لأنه ليست هناك أي قيمة تدفع للبرامج الحرة (بذاتها) وإنما ثمناً للدعم الفني، وها هي نسخ ماندريفا وسوزي وريدهات يتم تداولها واستنساخها بلا قيود لأن القيمة قيمة دعم وليست قيمة منتجات وهناك فرق بين أن تدفع ثمناً للدعم وبين أن تدفع أضعاف هذا الثمن فقط ليرخص لك بالاستخدام المقيد وعلى جهاز واحد (وهو ما تفضل ووضحه وأكد عليه الدكتور في ختام تصريحه).
نقطة خلافي الثالثة معه هي بخصوص قوله (إن البرامج المفتوحة ربما تصل إلى مرحلة تطوير معينة لا يمكن تخطيها)، وتعليله (بعدم وجود مرجعية ثابتة للبرامج المغلقة التي يقوم على تطويرها مجموعة أشخاص ليس لهم هوية أو مرجعية ثابتة). وأظنه يقصد المفتوحة وليست المغلقة هذا ما فهمته من سياق الكلام.. فأعتقد أن هذا الكلام غير دقيق أيضاً، فمن حيث البقاء أثبت الواقع أن في الوقت الذي اختفت فيه الكثير من المشروعات التجارية باختفاء أصحابها أو بانتهاء الغرض من وجودها، بقيت المصادر المفتوحة، وكلما تخلت أو غابت عنها مجموعة استلمتها أخرى. أما من حيث سرعة التطور فالكل يدرك أن سرعة تطور المصادر المفتوحة أكبر بكثير منها في البرامج المغلقة لأسباب منها: أن المصادر المفتوحة متاحة لكل العقول للتطوير والإضافة، والمطور فيها يبدأ من حيث انتهى غيره، والثاني أن الميدان سيبقى مفتوحاً دائماً لعقول جديدة وبالتالي فالتطوير فيها معين لا ينضب.
أما الحديث عن غياب المرجعية فهذا أيضاً الواقع يدحضه، والأمثلة على ذلك كثيرة، فمثلاً فهذا قلب نظام لينكس مشروع عملاق يشرف عليه مبتكر نظام لينكس لينوس تورفالدز بنفسه ومعه مئات المهندسين والمبرمجين kernel.org هذا على الصعيد المجتمعي الصرف، أما على المستوى التجاري والشركات التي تعمل على تطوير وإنتاج أنظمة وبرمجيات مفتوحة المصدر فحدث ولا حرج، وسأورد لكم بعض الأمثلة منها (على سبيل التمثيل لا الحصر):
شركة ريدهات redhat.com من أقوى الشركات التي تنافس مايكروسوفت في الولايات المتحدة وخارجها على تقديم حلول الشبكات وليست أي شبكات.. إنها الشبكات الآمنة التي تعمل بها كثير من مزودات الإنترنت التي نتصفحها!! هذا علاوة على ما تقدمه من أنظمة تشغيل متطورة.
كذلك في فرنسا هناك شركة ماندريفا Mandriva والتي قدمت لفرنسا وبقية دول العالم أحد أقوى الأنظمة وأكثرها دعماً للغات المختلفة (بما فيها العربية).
أيضاً في ألمانيا هناك شركة نوفيل Novell فهل يعقل أن الدكتور لا يعرفها؟!! وألم يسمع بنظامها الشهير سوزي سيرفر؟!
ومشروع دبيان الكبير debian.org الذي يقوم عليه آلاف المبرمجين من شتى أنحاء العالم ووصلوا به درجة أمان أسطورية تتعب الشركات التجارية أن تبلغ عُشرها فهل يمكن تصور أن مثل هذا العمل الجبار لا يقوم على مرجعية؟!!
ومشروع موزيلا الكبير الذي استدعت شركة مايكروسوفت أحد مطوريه لبحث كيفية إدخال متصفح فايرفوكس وبعض تطبيقات المشروع ضمن نظام التشغيل ويندوز فيزتا (كما تناقلت ذلك وكالات الأخبار)!!
وأين نحن من مشروع PHP مفتوح المصدر php.net ومزودات Apache apache.org التي تعتبر أكبر خدمة لعالم التشبيك والإنترنت؟!!
والأمثلة كثير... ولو اتسع المجال لعرَّفتكم على المزيد من التطبيقات مفتوحة المصدر التي نستخدمها ونراها، فهل يقصد الدكتور أن المرجعية لا تكون مرجعية صحيحة إلا إذا حصلت على المال؟!!.
وفي المسار الآخر (من حيث المستخدمين) نجد أن هناك منظمات عالمية وشركات كبرى تستخدم أنظمة وتطبيقات المصادر المفتوحة مثل وكالة ناسا وشركة IBM و قوقل وياهو وسوزوكي وبوينج وأمازون، وعندنا هنا في المملكة العربية السعودية خوادم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ووحدة الإنترنت ومروراً بخوادم شركة الاتصالات وأرامكو والزاهد للتراكتورات وغيرها. ولا أظن أن هناك من يعتقد أن استخدام هذه الجهات المهمة كان من باب التوفير الاقتصادي، ولكن لقناعتهم بتفوق النظام في كثير من النواحي.
فهل هذه الشركات وهذه المشاريع كلها ليست لها مرجعية ثابتة؟ أم يقصد أن مبرمجي مايكروسوفت تم استيرادهم من عالم آخر غير عالمنا؟!
لا أعتقد أنه من الموضوعية ولا العدل ولا الأمانة العلمية أن نعيب ما لا يعجبنا فقط لأنه يخالفنا الاتجاه أو ينافسنا على منفعة أو تحقيق مصلحة.. هذا إذا علمنا أن أحد التطبيقات التي يراها الدكتور بلا مرجعية ومجهولة الهوية أنظمة BSD قد أخذت مايكروسوفت عنها تقنية TCP/IP Stack، إضافة إلى أن أحد أهم مواقعها (أقصد مايكروسوفت) كان يعتمد على أحد نظام التشغيل FreeBSD (مفتوح المصدر) حتى منتصف عام 2004م بالرغم من وجود Windows0002 الذي تتفاخر مايكروسوفت بقوته ودرجة الأمان فيه (كما يظهر من الصورة). وبالإمكان التأكد من صحة ذلك عند زيارة الرابط التالي:
uptime.netcraft.com/up/graph?sie=msn.com
وعموماً أنا لست ضد هذا الاستخدام، فهو من حقهم ولهم مطلق الحرية باستخدام أي نظام أو برنامج في الحدود القانونية التي يسمح بها، لكن لا أعتقد أنه من المقبول أن نستخدم ما ننتقص قدره.
ختاماً.. أشكر للدكتور سعة صدره، وأحب أن أوضح له بأنه لا يزال يحظى بنفس القدر من الاحترام والتقدير حتى وإن اختلفنا في وجهات النظر أو طريقة التفكير، فالاختلاف في وجهات النظر - كما يقال - لا يفسد للود قضية.
تعليق