السلام عليكم
مصدر المقال : جريدة الرياظ
المصادر المفتوحة ليست مجرد تنظير وإنما عطاء لا ينضب
كتب - خالد بن محمد المسيهيج:
إن المتابع لتطور فكر المصادر المفتوحة في المنطقة العربية يلاحظ الكثير من القصور في هذا المجال، على عكس ما هو موجود لدى المجتمعات الغربية، بل - فمن خلال متابعتي لمنتديات ومدونات متخصصة في مجال المصادر المفتوحة - لاحظت أن بعض المنتمين لهذا التيار الفكري لا تزال تسيطر عليهم أفكار الملكية الخاصة والاحتكار حتى للمعلومة الصغيرة وأن هذا الانتماء مجرد انتماء اسمي شكلي لا قيمة له، إذ تجد الواحد منهم يشرح أحد الدروس ثم يطلب في نهاية الدرس عدم التعديل أو النقل إلى أي مكان آخر قبل الرجوع إليه وأخذ موافقته، وتجد الآخر يملأ صور الشرح بحقوق الملكية واسم موقعه لدرجة تتغير معها معالم الصورة وقد تفقد أهميتها في بعض الأحيان، بل وزد على ذلك كله أن بعض أدعياء التطوير في هذه الحركة الفكرية (عربياً) من أبخل الناس في إعطاء المعلومة، على عكس المطورين الأجانب، الذين بمجرد أن تطلب منهم معلومة يتسابقون لتزويدك بها. حقيقة لا أدري أين يكمن الخلل؟ وما الأسباب التي أصلت فينا هذه النزعة الملكية المتطرفة؟! خاصة أن ديننا الحنيف ينمي فينا الإيثار والتخلص من الأثرة وحب الذات، ويحثنا على تقديم مصلحة الجماعة على المصالح الفردية، فهل هذا نابع من أخطاء في التربية أو التعليم؟ لأن المنطق يقول إن هذه النزعة والأنانية يفترض أن تكون من سمات السلوك الغربي؛ لما نعرفه في تلكم المجتمعات من ضعف في الأواصر الاجتماعية والتفكك الأسري، إضافة إلى التفكير المادي البحت، لكن ما نراه الآن هو العكس .كلمتان صغيرتان أهمسها في أذن كل مبرمج ومطور عربي قبل أن أنتقل إلى حقيبة برامجنا لهذا العدد، الأولى : هي أن السعادة والإحساس بقيمة العطاء وصداه في عيون الناس أكبر وأفضل بكثير من الأثرة وحب الذات، حتى البخيل لو جرب لذة العطاء لما ادخر من ماله شيئاً.
الهمسة الثانية: هي أن صاحب المعرفة هو من يعطي ما عنده من غنى وجدة، لأن ما لديه معين جار لا ينضب، بينما المفلس هو من يضن بما لديه لقلة ما يملك من علم ومعرفة. والإبداع الحقيقي أن يتخرج من تحت يدك المبدعون. فدع ما عندك لمن هو دونك، وابحث عن أفضل ما عند من هو أعلم منك.
مصدر المقال : جريدة الرياظ
المصادر المفتوحة ليست مجرد تنظير وإنما عطاء لا ينضب
كتب - خالد بن محمد المسيهيج:
إن المتابع لتطور فكر المصادر المفتوحة في المنطقة العربية يلاحظ الكثير من القصور في هذا المجال، على عكس ما هو موجود لدى المجتمعات الغربية، بل - فمن خلال متابعتي لمنتديات ومدونات متخصصة في مجال المصادر المفتوحة - لاحظت أن بعض المنتمين لهذا التيار الفكري لا تزال تسيطر عليهم أفكار الملكية الخاصة والاحتكار حتى للمعلومة الصغيرة وأن هذا الانتماء مجرد انتماء اسمي شكلي لا قيمة له، إذ تجد الواحد منهم يشرح أحد الدروس ثم يطلب في نهاية الدرس عدم التعديل أو النقل إلى أي مكان آخر قبل الرجوع إليه وأخذ موافقته، وتجد الآخر يملأ صور الشرح بحقوق الملكية واسم موقعه لدرجة تتغير معها معالم الصورة وقد تفقد أهميتها في بعض الأحيان، بل وزد على ذلك كله أن بعض أدعياء التطوير في هذه الحركة الفكرية (عربياً) من أبخل الناس في إعطاء المعلومة، على عكس المطورين الأجانب، الذين بمجرد أن تطلب منهم معلومة يتسابقون لتزويدك بها. حقيقة لا أدري أين يكمن الخلل؟ وما الأسباب التي أصلت فينا هذه النزعة الملكية المتطرفة؟! خاصة أن ديننا الحنيف ينمي فينا الإيثار والتخلص من الأثرة وحب الذات، ويحثنا على تقديم مصلحة الجماعة على المصالح الفردية، فهل هذا نابع من أخطاء في التربية أو التعليم؟ لأن المنطق يقول إن هذه النزعة والأنانية يفترض أن تكون من سمات السلوك الغربي؛ لما نعرفه في تلكم المجتمعات من ضعف في الأواصر الاجتماعية والتفكك الأسري، إضافة إلى التفكير المادي البحت، لكن ما نراه الآن هو العكس .كلمتان صغيرتان أهمسها في أذن كل مبرمج ومطور عربي قبل أن أنتقل إلى حقيبة برامجنا لهذا العدد، الأولى : هي أن السعادة والإحساس بقيمة العطاء وصداه في عيون الناس أكبر وأفضل بكثير من الأثرة وحب الذات، حتى البخيل لو جرب لذة العطاء لما ادخر من ماله شيئاً.
الهمسة الثانية: هي أن صاحب المعرفة هو من يعطي ما عنده من غنى وجدة، لأن ما لديه معين جار لا ينضب، بينما المفلس هو من يضن بما لديه لقلة ما يملك من علم ومعرفة. والإبداع الحقيقي أن يتخرج من تحت يدك المبدعون. فدع ما عندك لمن هو دونك، وابحث عن أفضل ما عند من هو أعلم منك.
تعليق